تعهد العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الأحد، بتجاوز المعوقات وتوفير الظروف الملائمة لتنفيذ البرامج التنموية وخلق فرص العمل وضمان العيش الكريم، ودعا المغاربة للترفع عن الخلافات.
جاء ذلك في خطاب وجهه الملك للمغاربة في الذكرى التاسعة عشرة لجلوسه على العرش من مدينة الحسيمة في منطقة الريف بشمال المغرب، التي شهدت احتجاجات منذ أواخر أكتوبر عام 2016 حتى منتصف 2017.
وقال العاهل المغربي في خطابه إن « الوطنية الحقة تعزز الوحدة والتضامن، وخاصة في المراحل الصعبة. والمغاربة الأحرار لا تؤثر فيهم تقلبات الظروف، رغم قساوتها أحيانا. بل تزيدهم إيمانا على إيمانهم، وتقوي عزمهم على مواجهة الصعاب، ورفع التحديات ».
وعبر العاهل المغربي عن ثقته في أن المغاربة « لن يسمحوا لدعاة السلبية والعدمية وبائعي الأوهام باستغلال بعض الاختلالات للتطاول على أمن المغرب واستقراره أو لتبخيس مكاسبه ومنجزاته. لأنهم يدركون أن الخاسر الأكبر من إشاعة الفوضى والفتنة هو الوطن والمواطن على حد سواء ».
وأضاف « سنواصل السير معا، والعمل سويا، لتجاوز المعيقات الظرفية والموضوعية، وتوفير الظروف الملائمة، لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، وخلق فرص الشغل، وضمان العيش الكريم ».
وتابع قائلا « ينبغي الترفع عن الخلافات الظرفية، والعمل على تحسين أداء الإدارة، وضمان السير السليم للمؤسسات، بما يعزز الثقة والطمأنينة داخل المجتمع، وبين كل مكوناته ».
من جهة أخرى شدد العاهل المغرب على أهمية « السجل الاجتماعي الموحد »، الذي يعد مشروعا اجتماعيا ذا طابع استراتيجي قال الملك محمد السادس إنه « يتعلق بنظام وطني لتسجيل الأسر، قصد الاستفادة من برامج الدعم الاجتماعي، على أن يتم تحديد تلك التي تستحق ذلك فعلا، عبر اعتماد معايير دقيقة وموضوعية، وباستعمال التكنولوجيات الحديثة ».
ودعا العاهل المغربي الحكومة وجميع الفاعلين المعنيين، للقيام بـ « إعادة هيكلة شاملة وعميقة، للبرامج والسياسات الوطنية، في مجال الدعم والحماية الاجتماعية، وكذا رفع اقتراحات بشأن تقييمها »، وهو ما اعتبر أنه « يتطلب اعتماد مقاربة تشاركية، وبعد النظر، والنفس الطويل، والسرعة في التنفيذ أيضا، مع تثمين المكاسب والاستفادة من التجارب الناجحة ».