لا تزال الأوساط السياسية والإعلامية في موريتانيا تنتظر بفارغ الصبر إعلان تحالف أحزاب المعارضة عن مرشحه التوافقي لرئاسيات 2019 والذي سيواجه به التحالف مرشح الحزب الحاكم التحالف من اجل الجمهورية محمد ولد الغزواني,
ويفهم على نطاق واسع أن التأخير المتواصل في الكشف عن مرشح المعارضة يؤشر الى وجود خلافات بين قادة المعارضة على ابرز الأسماء المتداولة منذ مدة وهو الوزير الأول الأسبق سيد محمد ولد ببكر الذي يعتقد في النهاية ان ترشيحه اذا لم يتم بالإجماع سيؤدي إلى تصدع تحالف المعارضة الذي لم يكمل بعد شهره الثاني، وذلك في ظل الحديث عن تمسك التكتل بولد ببكر مقابل إصرار حزب تواصل الإسلامي على أن يكون المرشح التوافقي من داخل صفوف المعارضة الشرط الذي لا يتوفر في الرجل.
ويرى مراقبون ان عودة الحديث عن ترشح رجل الاعمال الموجود في فرنسا محمد ولد بوعماتو والذي هو من ألد أعداء الرئيس الحالي ولد عبد العزيز ستسهم في ارباك معسكر المعارضة المنقسم على نفسه اكثر وبالتالي سيؤدي الى زيادة تاخيرها عن كشف مرشحها وسط توقعات بانقسامات أعمق ستطال صفوفها خلال الأيام القادمة اذا تاكد ترشح بوعماتو.
وعموما يعتقد محللون أن حزب التكتل قد اجتاز بصعوبة بالغة الصدمة الخاصة بحرمان رئيسه من الترشح بفعل عدم تغيير المادة الخاصة بالعمر مع تمسك ولد عبد العزيز بمقايضتها بالمادة الخاصة بتحديد مأموريتين للرئيس بهدف اعادة ترشيحه.
كما لا يزال الكثيرون يسألون عن من سيمثل شريحة الحراطين(الارقاء السابقين) الوازنة عدديا في ظل اقصاء رئيس المجلس الاقتصادي ورئيس حزب التحالف مسعود ولد بلخير هو الآخر بفعل السن والذي مثل منافسا مهما في استحقاقات2007.
وفيما يرى البعض أن الانتخابات الرئاسية المرتقبة ستكون بالأساس بين مرشحي منطقة الشرق(الخزان الانتخابي الأهم في موريتانيا والذي يضم 55% من المصوتين) اذا قرر الوزير الأول السابق مولاي ولد محمد لغظف الترشح مع الفريق محمد ولد الغزواني، يرى البعض الاخر ان تلك الانتخابات سيطغى عليها الطابع الجهوي اذا قرر سيد محمد ولد بكر الترشح وبقي ولد الغزواني المنافس الوحيد له من منطقة الشرق حيث يتوقع في هذه الحالة بروز تحالف يضم منطقة الوسط(ولاية لبراكنة) ومنطقة الجنوب (ولاية اترارزة) في وجه منطقة الشرق(ولايات الحوض الشرقي ـ الحوض الغربي ـ لعصابة).