هل استقال مدير المعادن ولد حمادي أم أقيل؟

اثنين, 22/04/2019 - 01:08

 أثارت رسالة الاستقالة المفاجئة للسيد احمد ولد حمادي مدير المعادن والتي تم نشرها على نطاق واسع قبل أيام أسئلة كبيرة حول اللغة التي كتبت بها وحول توقيتها وصحة نسبة مضمونها إلى المدير، كما أثارت كذلك الاهتمام حول الصيغة التي تحدث بها الرجل عن دوره المحوري في إرساء دعائم الشركة على أسس قوية و" في بلوغ كميات الإنتاج المرسومة" التي جعلها أهدافا مشتركة له مع ملاك الشركة الأجانب.

ولا ريب أن جملة تلك التساؤلات مجتمعة يمكن ان تضع الرسالة في إطار غير الإطار الذي قدمت به أو تم محاولة تسويقها من اجله، حيث نحن أمام جملة من نقاط الاستفهام الكثيرة، والتي يبقى أبرزها:

ـ إن الرجل لم يمارس الكتابة سابقا في الإعلام ولم يجرد قلمه سابقا (حيث ظل صامتا لمدة خمس سنوات) للإشادة بعمله هو وكذا عمل تازيازت ولم ينبس يوما ببنت شفة للتنبيه إلى جهودها المزعومة في خدمة موريتانيا أو ما تمثله من قيمة للبلد، وبالتالي فان نشر ولد حمادي رسالة الاستقالة مقرونة بكيل المديح لنفسه وللشركة سيطرح اخطر سؤال وهو لماذا لم ينشر مديحا أو إشادة قبلها يتعلقان بدوره أو أهمية الشركة وذلك لمدة خمس سنوات كاملة.

ـ  يمكن تطوير التساؤل للقول بفرضية أن رسالة الاستقالة نشرت من قبل شخص آخر للتعمية على أمر مبيت آو صفقة خاصة لشراء سكوت المدير ولد حمادي في ظرف تعيش فيه الشركة أسوا فترات علاقاتها مع الحكومة التي أوقفت أشغال المرحلة الثانية من تطوير منجم تازيازت.

ـ لا بد ان تحوم الشكوك حول وجود دور محتمل للمدير المساعد الجديد لكينروس تازيازت وهو السيد إبراهيم ولد امبارك في دفع مدير المعادن لترك وظيفته، حيث أن الاستقالة جاءت أشهرا قليلة على تعيين ولد امبارك في هذا المنصب الحساس، فهل كان هناك دور خاص لصاحب المعادن يلعبه من وراء الستار مع أرباب الشركة ويتحصل منه على مكاسب خاصة أغرت ولد امبارك فأراد ان يخطف هذا الدور لنفسه من ولد حمادي، وسيكون من المشروع التساؤل في هذه الحالة عن الثمن الذي اسهم به ولد امبارك لإقناع الرجل على التنازل عن منصبه ودوره المفترض.

 

ـ يطرح خروج ولد حمادي من الشركة وهو في ريعان الشباب ـ هاجرا كل الامتيازات دفعة واحدة ـ أسئلة كبيرة، خصوصا بعد ان تذرع بان الاستقالة تأتي بعد التزامات محلية وإقليمية ودولية له(!!) والتي لم يكشف عن طبيعتها، وان كانت الصيغة تشي بن الأمر يتعلق ليس بالتزامات وإنما بضغوط محلية ودولية مورست عليه من هذه الجهات ومن رؤسائه من الأجانب والموريتانيين مجتمعين للاستقالة م وظيفته وإجباره على كتابتها بلغة(المكفي) في الأدب الحساني حيث سنكون أمام معلقة هجاء سافرة إذا عكسنا ما ورد فيها.

 ـ ربما يمكن أن نرجح وقوع خلاف عميق بين الشركة والمدير جرى بعد اطلاعه على تحايل واسع آو مستندات واجه بها إدارة الشركة التي فاوضته على السكوت (والخروج من الشركة خوف تكرير الأمر معها لاحقا) فقبل أن يخرج بالثمن الذي يريد وكتبت هي الاستقالة بالنيابة عنه بعد أن وقع لها على بياض.

ـ كما يمكن أن تكون المغادرة المفاجئة لولد حمادي نتيجة لخطا مريع ارتكبه هذا المدير والذي قبلت الشركة ان تغطي عليه مقابل ثمن دفعه هو للشركة هذه المرة، وباستحضارنا لمنصبه ودوره فان أول ما يمكن ان يتبادر الى الذهن هو ان يكون الثمن الذي قدمه ولد حمادي يتمثل في اقتراحات تفيد الشركة لتحصيل مبالغ طائلة من عملياتها وخارج السقف والكمية المسموح بها لها، وهنا تكون الاستقالة أيضا قد كتبت بالنيابة عنه  لإجباره على السكوت نهائيا حتى لا يصدق أي شيئ يمكن ان يقوله لاحقا بخصوص الثمن الكبير الذي دفعه أو تحميل الشركة أي أمر يخص الاتفاق... ويمكن ان يكون ولد حمادي إذا تابعنا مع هذه الفرضية قد تحصل على نسبة معينة للصفقة كعمولة مسبقة يخرج بها ليصلح بها حاله بعد طرده في انتظار حصوله على وظيفة جديدة..وبالتالي يفهم من لهجة المديح في رسالة الاستقالة أنها كانت تمثل تغطية على هذا الخطأ.